في الوقت الذي تتوقع فيه قوات "سوريا الديمقراطية" الإنتهاء من معركة تحرير الرقة من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في غضون شهرين، يبدو أن هذه القوات بدأت التحضير للمشاركة في السباق القائم إلى دير الزور، حيث يسعى الجيش السوري للوصول إليها، في حين أن بعض فصائل المعارضة السورية الأخرى كانت تسعى إلى الإتفاق مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب على دعم عملية تقوم بها.
وفي حين تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن مدينة دير الزور وريفها ستكون مقبلة على معارك طاحنة، نظراً إلى أن عناصر "داعش" سيدافعون بشراسة عن معقلهم الأخير، خصوصاً إذا ما تم إطلاق هذه العملية بعد الإنتهاء من معركة الرقة، توضح أن مسرح العمليّات يوحي بأن هناك تفاهماً أميركياً روسياً على تقسيم مسرح العمليات بينهما، لا سيّما أن العلاقة بين الجانبين الكردي والروسي جيدة، والتفاهمات قائمة بينهما وآخرها كان ما حصل في تل رفعت، قبل أيام، حيث وصلت إليها قوات روسية، في خطوة يراد منها أن تكون رسالة بوجه المساعي التركية إلى إفتعال معركة مع "سوريا الديمقراطية" التي تسيطر عليها.
على الرغم من ذلك، توضح المصادر نفسها أن الأجواء لا توحي بأن هذا الأمر حُسم بشكل نهائي، خصوصاً أن القيادات البارزة في "سوريا الديمقراطية" تؤكد أن لا خطط الآن لدخول المحافظة بسبب التركيز على الرقة، وأنه لم تتم مناقشة شن هجوم على دير الزور مع التحالف الدولي، بينما الحديث عن معركة تبدأ قريباً صدر بشكل علني عن رئيس مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة، وتلفت إلى أن التحالف الدولي لا يزال لديه خيار التوافق مع فصائل أخرى من المعارضة السورية من أبناء المدينة، تُصر على رفضها التعاون مع الأكراد وعلى رفض دخول "سوريا الديمقراطية" إليها، في حين هي نفسها تطالب بأن يكون لها قاعدة عسكرية في منطقة تقع تحت سيطرة هذه القوات، إلا أنها ترجح أن يكون الإعتماد على الأكراد في هذه المعركة كما هو حاصل في الرقة.
في هذا السياق، يؤكد رئيس المركز الكردي للدراسات نواف خليل، في حديث لـ"النشرة"، على أن دير الزور هي من المناطق الإستراتيجية الموجودة على رأس قائمة أهداف قوات "سوريا الديمقراطية"، ويشير إلى أن هذه القوات حرّرت في الفترة السابقة قسما كبيراً من المنطقة.
ويوضح خليل أن ضمن إستراتيجية "سوريا الديمقراطية" التوجه إلى أي منطقة تتواجد فيها المنظمات الإرهابية، التي لا تقتصر فقط على"داعش"، لافتاً إلى أنه بعد إنضمام 7 كتائب من أبناء قبيلتي البكارة والشعيطات بات هناك ما يقارب 4000 مقاتل من دير الزور ضمن هذه القوات.
بالنسبة إلى بحث فصائل من المعارضة السورية المسلحة مع التحالف الدولي القيام بهذه المعركة، يعتبر خليل أن ليس هناك من جهة يمكن الإعتماد عليها إلا "سوريا الديمقراطية"، ويصف الوضع الحالي بالسباق، حيث أن قوات الجيش السوري تسعى إلى الوصول لهذه المنطقة أيضاً.
وبالنسبة إلى إمكانيّة حصول تنسيق مع الجيش السوري في هذه المعركة، يشدد خليل على أن قواعد الإشتباك لمنع حصول أي صدام تكون بين الجانب الروسي والتحالف الدولي، نظراً إلى أن هذا الأمر لا يمكن أن تقوم به "سوريا الديمقراطية"، لكنه يؤكد بأن ليس هناك من تنسيق مع النظام ولن يكون.
في المحصلة، يبدو أن الأنظار في الأيام المقبلة ستكون متجهة إلى دير الزور، حيث الجيش السوري، بالتعاون مع موسكو، يضع السيطرة عليها على رأس قائمة أولوياته في حين أن واشنطن لن تتخلى بسهولة عن هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز.